قصص اطفال .العصفور والفيل



 العصفور والفيل في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض. لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه، وأثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال، شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: "أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟" ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه. حضر ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: "لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟" أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: "إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك". في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور. وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: "أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟" كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة. ردّ الفيل: "بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود". اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: "فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور" وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: "أنقذوني! أرجوكم أنقذوني!" سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً، حمل الفيل العصفور وقال له: "ألم اخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟". اعترف العصفور: "في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً"، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: "أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط" ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.

قصص اطفال.الثعلب الماكر



 الثعلب الماكر في أحد الأيام كانت هناك غابةٌ كبيرة، وكان فيها أسدٌ يخيف الحيوانات ويؤذيها، فاجتمعت حيوانات الغابة وقررت التعاون معاً والتصدي لبطش الأسد وأذاه، وخرجوا بخطةٍ ذكية تقضي بحبسه في قفص، وبالفعل نجحت خطتهم الذكية، فحبسوا الأسد، وأصبحوا يعيشون في سعادةٍ وأمان. وفي يومٍ ما مرّ أرنبٌ صغير بجانب القفص الذي حُبس فيه الأسد، فقال الأسد للأرنب: "أرجوك أيها الأرنب الصغير أن تساعدني على الخروج من هذا القفص" ردّ عليه الأرنب: "كلا، لن أخرجك أبداً، فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم"، قال الأسد: " أعدك أنّني لن أعود إلى هذه الأفعال، وسأصبح صديقاً لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أيّاً منهم". صدّق الأرنب الصغير الطيّب كلمات الأسد ففتح له باب القفص وساعده على الخروج، وبمجرد خروج الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: "أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!" بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعوراً، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب وهرع مسرعاً كي يساعده، وحين وصل ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلاً: "لقد سمعتُ أنّك كنت محبوساً في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقاً؟" فقال الأسد: "أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه". ردّ الثعلب: "ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يتّسع داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ". ردّ الأسد: " لست أكذب، وسأثبت لك أنّني كنت داخل هذا القفص". دخل الأسد القفص مرةً أخرى كي يُري الثعلب أنّه يتّسع داخله، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعاً وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: "إياك ان تصدق هذا الأسد مرةً أخرى

راقصــــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء السادس عشر)

راقصــــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء السادس عشر)


راقصــــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء السادس عشر)

توجه نظر مارونت لفيليسي: “هل نمتِ؟!”

فيليسي: “ليس كثيرا”.


مارونت: “هل تدربتِ؟!”

فيليسي: “كلا”.

مارونت بعينين مليئة بالأسف على حالها والخوف عليها: “لماذا؟!”

نظرت فيليسي للأرض بحزن عميق، سمح مارونت للعازف ببدء الموسيقى، وبدأت معها فيليسي رقصها.

كان مارونت فرحا سعيدا بكل مرة ترقص بها فيليسي، ومثله كانت روزيتا موري، وبدت التعاسة والكآبة على وجه كاميل ووالدتها، كانت “أوديت” ترقب وتشاهد كل شيء ولكن من الأعلى رغبة في ألا يراها كل من كاميل ووالدتها المزعجة.

ولم تقضي وقتا طويلا وسقطت على الأرض فيليسي، ومع سقطتها وضعت أوديت يدها على قلبها وكأنه سقط معها فعليا، غضب مارونت وحزن كثيرا، وأمرها بالبدء من جديد.

صرخت والدة كاميل: “لقد سقطت إنها لخاسرة”.

ولكنه لم يعيرها أي انتباه وأمر فيليسي بالامتثال لأوامره، وبالفعل بدأت الرقص من جديد ولكنها أيضا سقطت من جديد على أرضية المسرح.

ضحكت عليها كاميل ووالدتها، أما عن مارونت فملأت قلبه الحسرة، نظر إليها قائلا: “تتذكرين اتفاقنا؟!”


هزت فيليسي برأسها دلالة على تذكرها الاتفاق، ومن بعدها نظر لكاميل قائلا: “أما أنتِ كاميل فستحظين على شرف الرقص في عرض كلارا مع روزيتا موري”.

علت السعادة والبهجة وجهها أما عن والدتها فقد علت على وجهها نظرة الانتصار والشماتة بغيرها.

وكما هي على نفس وضعيتها على أرضية المسرح جلست تبكي ولم تجف دموعها، لدرجة أن روزيتا موري حزنت لوجعها وألمها كثيرا، كان حينها قد غادر لويس المسرح بأكمله من شدة أسفه عليها، وفي الوقت ذاته جلست أوديت تبكي مثلها وتتألم لتألمها وتتوجع لوجعها ولم يوقف بكائهما سوى ما فعلته “لوجين” والدة كاميل.

أمسكت بيد فيليسي وجرتها للخارج: “هل تعتقدين أن هذا انتهى؟!”

صرخت فيليسي بأعلى صوتها أن تتركها، ولكنها لم تفعل إلا بعد أن وضعتها بالعربة لتعيدها لبوابات الميتم من جديد، حاولت أوديت منعها ولكن نظرا لقدمها لم تستطع اللحاق بها، فعندما وصلت وجدتها بالعربة وقد انطلقت مسرعة بها….

أوديت: “أتوسل إليكِ دعيها وشأنها”.

والدة كاميل: “لن تريها مجددا، ولا تحتاجين أن أخبركِ بأنكِ مطرودة أيضا”!

وبإشراقة شمس جديدة كمثل كل صباح، وفيليسي عادت من جديد للمكان الذي تربت ونشأت به (دار الأيتام)…


لقد تغيرت فيليسي بالكامل، لم تعد هذه الفتاة الصغيرة التي تسعى لهدف واحد، وهو الهروب من الميتم، فبكل مرة سأل عليها المسئول وجدها بالصفوف، كانت تقوم بكافة أعمالها دون تذمر ولا تكسير كعادتها مسبقا، كما أنها لا تلعب مع الأطفال مثلها ولا تتحدث لأحد، لقد كانت صامتة حزينة بعينيها كسرة طوال الوقت، لدرجة أن المسئول ومديرة الميتم حزنا كثيرا لأجلها.

وعندا جن الظلام نامت فيليسي، وما رأته بمنامها أعاد إليها روحها من جديد…

لقد رأت والدتها بالحلم وبيدها الصندوق الموسيقي الشيء الوحيد والذكرى الوحيدة المتبقية لديها من والدتها، رأت نفسها عندما كانت طفلة صغيرة تحملها والدتها بين يديها وترقص بها وتتمايل على عشب أخضر وجو بديع للغاية.والدة فيليسي تحملها وهي ترقص على أنغام الصندوق الموسيقي.

استيقظت في الصباح باكرا ارتدت حذاء الباليرينا وشرعت في التسخين ومن بعدها شرعت في الرقص بكامل شغفها، رآها في هذه الحالة وقد ملأت قلبها السعادة من جديد وعاد لحياتها الأمل بمنامها مسئول الدار، وقد سعد كثيرا عندما وجدها غير حزينة، وزاد انبهارا بها عندما وجدها ترقص بخطوات ثابتة وبطريقة مبهرة وشديدة الروعة والجمال.



فيليسي يعود إليها الشغف من جديد.

فيليسي بدار الأيتام وقد استعادت همتها من جديد وتتدرب.



أيقن في نفسه أنها عندما تغيبت هذه المدة عن الدار لم تكن تلعب بل كانت تسعى جاهدة لتحقيق حلمها بكونها راقصة باليه؛ وفي المساء بعد خلود الجميع للنوم حملت نفسها “فيليسي” للهرب والفرار بعيدا مرة أخرى عن الدار، حيث أن الشيء الوحيد الذي يلزمها وينقصها على حريتها الكاملة الهرب من أسور الدار….







راقصــــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الخامس عشر)

راقصــــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الخامس عشر)




راقصــــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الخامس عشر)

كان هناك جدال بين فيكتور وصديقه الذي كان موقن بأن فيليسي لن تأتي، وبالفعل هي ما كانت ستأتي ولكنها ذهبت لنفس المكان الذي لم تكن تعلمه أصلا لدخولها المنزل قبل الاستماع والإنصات لبيقة حديثه، وكانت المفاجأة….

رودي: “يا إلهي إنه شحاذ، لقد أصبحت باريس مليئة بالشحاذين، فيليسي لا تخافي وقفي خلفي”.


حاولت فيليسي توضيح الأمر، ولكن رودي أكمل: “لا تقلقي لقد تعلمت عدة أساليب فنون القتال تعتمد على طريقة وأسلوب الرقص الروسية”.

كل ذلك وقد وضع فيكتور يده على الأخرى متعجب من أمر فيليسي، واختفت الابتسامة من على وجهه والتي كانت لا تفارقه على الدوام.قتال بين فيكتور ورودي على أيهما يفوز بفيليسي.

فيليسي لرودي: “أرجوك لا تتسرع”.

ومازال مصر على ضرب فيكتور ظنا منه بأنه شحاذ يتسكع في شوارع باريس.

فيليسي: “توقف عن هذا إنه صديقي”.

رودي: “هل هذا نوع من أنواع المزح”.

فيليسي: “لا، إنها حقيقية، إنه صديقي فيكتور وقد ترعرعنا سويا بنفس الميتم”.

رودي باستخفاف: “يا له من أمر مضحك حقا”.

فيكتور لفيليسي: “صديق؟!، وإذا كنت حقا صديقكِ لم تشعرين بكل هذا الخجل الذي يظهر على ملامحكِ وبعينيكِ”.

فيليسي بتردد: “ولكنني لا أشعر بالخجل فيكتور”.

فيكتور: “بلى تشعرين فيليسي، انظري لنفسك؛ إنني أشعر بالأسى والأسف لأجلكِ فيليسي”.

فيليسي بتعجب: “فيكتور أنت تغار؟!”

فيكتور: “لا، ولكنكِ منذ أن دخلتِ الأوبرا وأنتِ ماذا تحاولين أن تكوني؟!، أتريدين الاختلاط مع شخص كهذا؟!، فيليسي ألا ترين نفسكِ كم أنتِ بائسة؟!”

وهنا تدخل في الحديث رودي بكل غرور وعجرفة: “أنت يا كثير الكلام يمكنني هزيمتك بإصبعي الصغر، ولكني أخشى عليه أن يتسخ وتصبح رائحته نتنة”!رودي مهددا فيكتور بهزيمته الساحقة بإصبعه الصغير.

فيكتور: “حسنا إنني قذر ولكنني أيضا لست من النوع الذي يقضي كل أوقات يومه في ملابس ضيقة وفضاحة”!
وشرعا كلاهما في ضرب الآخر والشجار، وكل منهما شرع يبيح لنفسه الحق وحده في فيليسي، والتي تضايقت كثيرا وحزنت أشد الحزن، وحملت نفسها وغادرت تاركة إياهما يتعاركان مع بعضهما البعض.

عادت للمنزل وقبل أن تدخل من الباب اختلست النظر من النافذة الصغيرة فوجدت أوديت جالسة مكانها ممسكة بيدها الحذاء الذي قدمته لها، والدموع تتساقط من عينيها، شعرت بالذنب حيالها، تراجعت عن الدخول فذهبت للأوبرا وصعدت لأعلى بقعة بها، وجلست حزينة غارقة في دموعها، حتى ثقلت جفونها فأصبحت كلما غلقا جفنيها من شدة الحزن والخوف فتحتهما من جديد، حتى غفت في النوم لقليل من الوقت فاستيقظت على الفور وكان الصباح قد حل.


لقد جلست طوال الليل تبكي همومها وأحزانها وما الحياة فعلته بها، تجسدت شكواها في دموعها التي لم تجف طوال الليل.


استيقظت فيليسي مذعورة لتذكرها المسابقة، وكونها تأخرت على الموعد، ركضت بكامل قواها متوجهة للمسرح حيث الاختبار النهائي، ولكن في هذه الأثناء كانت كاميل قد أنهت رقصتها، ووالدتها طالبت بأن فتاة الميتم قد تأخرت عن الموعد لذلك فعلى لويس مارونت أن يعلن ابنتها الفائزة وهي صاحبة الحق في الحصول على الدور.

كان “لويس مارونت” قلقا على فيليسي وبكل ثانية ينظر لساعته، وحال أوديت من حاله وتزيده أيضا خوفا وقلقا عليها، وعندما تأخر الوقت كثيرا اضطر لإعلان….

لويس مارونت: “بما أن فيليسي لم تأتي أعلن أن كاميل هي من ستحصل على الدور وتنال شرف الرقص مع روزيتا موري”.

في هذه الأثناء كانت فيليسي قد ارتدت ملابسها خلال وقت لا يذكر، وركضت تجاه المسرح….

فيليسي: “انتظر … انتظر أنا هنا، دعني أرقص أرجوك”.

والدة كاميل بغضب شديد ودون استئذان: “لقد انتهى وقتكِ ألا تفهمين؟!”

نظر إليها مارونت بضيق وحنق عليها: “اجلسي”.

فيليسي: “إنني حقا آسفة”

توجه نظر مارونت لفيليسي: “هل نمتِ؟!”

فيليسي: “ليس كثيرا”.

مارونت: “هل تدربتِ؟!”

فيليسي: “كلا”.

مارونت بعينين مليئة بالأسف على حالها والخوف عليها: “لماذا؟!”

نظرت فيليسي للأرض بحزن عميق…..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

راقصــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء الرابع عشر)

راقصــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء الرابع عشر)


راقصــــة الباليه الصغيــــــرة (الجزء الرابع عشر)

كاميل: “لقد أحرزتِ تقدما أيتها الجرزة التي بلا معنى، ولكن النصر سيكون حليفا لي غدا”.

فيليسي: “غدا سنرى”.


كاميل: “يمكنكِ العمل جاهدة كما أردتِ، ويمكنكِ التدرب لأيام طويلة، ولكنكِ ستظلين دوما نكرة، ونكرة للأبد”.

فيليسي: “أنا بالتأكيد شخص ما”.

كاميل: “من بالضبط؟!، من أنت؟!”

صمتت فيليسي ولم تدري بماذا تجيب عليها.

كاميل بكل قسوة قلب وتنمر عليها: “أنتِ نكرة”.

اغرورقت عينيها بالدموع، وكان هناك من يرقبها من الأعلى، لقد كان “رودي” الأمير الروسي…

رودي: “فيليسي توقنين أنها مخطئة تماما حيال ذلك، فيليسي إنكِ لستِ بوحيدة فأنا معكِ، وأنا أعلم جديا كل ما علينا فعله، الليلة تذهبين برفقتي لحفل عشاء رومانسي موسيقي لإثبات اتصالنا ببعضنا البعض، سأقدم لكِ به برج إيفيل والألعاب النارية فيليسي، سأنتظركِ في تمام الساعة السابعة”.

فيليسي: “يجب أن أتدرب”.

رودي: “فيليسي أنتِ لستِ بحاجة للتدريب ولا حتى لتعرفي من تكونين، فيليسي إنكِ فريدة من نوعكِ”.

أعجبت كثيرا فيليسي بأسلوبه وبحديثه وبخاصة وصفها بالفريدة، وعدته بالقدوم، وعندما عادت لمنزل أوديت وجدت فيكتور في انتظارها….

فيليسي: “فيكتور إنني في الاختبار النهائي”.

فيكتور: “تهاني الحارة فيليسي، وأنا أيضا لدي أخبار سارة أود اطلاعكِ عليها”.لويس يختار بقاء فيليسي لإكمال المسابقة.

لقد نجح فيكتور فعليا في تصليح صندوقها الموسيقي، وأراد أن يعطيها إياه ولكن كان مترددا بعض الشيء في طريقة تقديمه لها…

فيليسي: “فيكتور أنت ليس لديك منزلة اجتماعية؟!”

فيكتور: “نعم، ليس لدي”.

فيليسي بعينين بارقتين: “رودي لديه منزلة اجتماعية”.

فيكتور: “ماذا؟!، رودي من جديد، ما أمركِ معه فيليسي؟!، هل هو صديق؟”

فيليسي باهتمام وفرحة ظاهرة على كل جزء بجسدها: “أنا وردي متصلين”.


فيكتور: “حسنا فيليسي أعترف بأنكِ تفوزين، سأعطيكِ منزلة اجتماعية واتصال وكل شيء، أقابلكِ اليوم الساعة السابعة…”، قبل أن يكمل حديثه كانت فيليسي رمقته بنظرة احتقار ودخلت المنزل قبل أن ينهي حديثه والذي كان “بالجانب الشمالي لبرج إيفيل”!

وعندما دخلت لمنزل وجدت أوديت في انتظار، قلب أن تحضر لها طعام العشاء…..

أوديت: “تعالي اجلسي، لدي شيئا لأريكِ إياه”.

أحضرت صندوقا به حذاء باليرينا جميل للغاية، أوديت: “لقد كان ملكا لي، أما الآن فهو ملك لكِ”، لقد كان ذلك الحذاء له ذكرى طيبة وغالية على قلب أوديت.

فيليسي: “أوديت إنه حقا جميل ورائع للغاية”، وما إن شرعت لشركها أوقفتها أوديت: “يكفي كلاما لا وقت لدينا له، الآن نأكل وبعدها نتمرن للغد”.

بدا على ملامح فيليسي الحزن، فسألتها أوديت: “فيليسي ماذا بكِ؟!”

فيليسي: “أوديت سأذهب لحفل مع رودي، إنه يقول أنني جاهزة ومستعدة وأنني فريدة من نوعي”.

أوديت: “فيليسي لماذا ترقصين؟!”

فيليسي: “توقفي عن سؤالي هذا السؤال دوما”.

أوديت: “فيليسي عندما كنت راقصة باليوم الذي يسبق الاختبار تمرنت ومن ثم ارتحت”.

فيليسي لم يعجبها الكلام: “إنه ينتظرني أنا ذاهبة”.

أوديت وقد همت بوضع يدها على كتف فيليسي: “ابقي”.

وقبل أن تكمل حديثها قاطعتها فيليسي: “لا، إنكِ لستِ أمي”.

بدا الحزن على ملامح أوديت، ندمت فيليسي على قولها وتصرفخا بهذه الجماقة مع أوديت، فيليسي: “أوديت إنني آسفة حقا على هذا لم أقصد ما قلته، لقد كان كلاما دون تفكير”.

أوديت: “فلتذهبي”!

وبالفعل ذهبت فيليسي لتخرج مع رودي كما وعدته بذلك، ذهبا سويا لبرج إيفيل، وكانت المفاجأة أن فيكتور أيضا كان هناك مع صديقه “ماتي” حيث ساعده في إعداد عشاء فاخر إلى حد ما، وكان صديقه يجيد العزف على الكمان ليتيح لهما الفرصة لسماع موسيقى هادئة رومانسية أثناء العشاء.

كان هناك جدال بين فيكتور وصديقه الذي كان موقن بأن فيليسي لن تأتي، وبالفعل هي ما كانت ستأتي ولكن….


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)

راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)


راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)

المعلم لويس فور وصول فيليسي بجواره: “إنها حقا لرائعة حتى وهي تكنس”.

فيليسي: “هل كانت راقصة رائعة؟!”


لويس مارونت: “لم تكن رائعة فقط بل كانت الأفضل والأروع في كل جيلها، ثم حدث حريق على المسرح”، وصمت ولم يكمل حديثه، ولكن فيليسي فهمت أن الحريق أثر على أوديت وأنها أصبحت عرجاء بسببه، ومنعت عن أكثر شيء أحبته (الرقص).

رحل لويس مارونت، وعلى الفور ركضت فيليسي تجاه أوديت واحتضنتها بشدة وعمق…..

أوديت بفرحة وسعادة: “فيليسي لما كل هذا؟!”

فيليسي: “لأجل كل شيء أوديت”.

أوديت: “ليس لدينا وقت لهذا، نحن الآن نتحدث عن مستقبلكِ، لم يعد لديكِ إلا فرصة واحدة وهي تخطي كاميل، لقد رأيتها أكثر من مرة من قبل، إنني أعرفها حق المعرفة، إن أسلوبها في الرقص متكامل، إنها أقوى بكثير للغاية مما تبدو عليه، إنها قوية حادة ودقيقة، ولكمة خسارة ليست بقاموسها على الإطلاق”.

وبنفس الوقت كلا من أوديت تعمل على تدريب فيليسي، أما عن لوجين فتقف بيد صارمة من حديد على ابنتها أثناء تدربها بل وتجبرها أيضا ألا تأخذ قسطا من الراحة….

كاميل: “إنني متعبة يا أمي”.

لوجين: “إن كلمة التعب ليست إلا للفاشلين، استمري أريد الحصول على الدور”.

ومن الناحية الأخرى تتدرب فيليسي وبالتأكيد بأدوات بسيطة للغاية صنعتها أوديت لأجلها من العدم، على خلاف أجهزة كاميل الحديثة والتي تمكنها من التدرب بشكل أفضل، وبينما تتدرب فيليسي….فيليسي تتدرب على المنافسة وحتى بالشارع.

أوديت تكمل حديثها عن كاميل وتعطي النصائح لفيليسي: “فيليسي إذا أردتِ هزيمة كاميل في ملعبها فبالتأكيد ستخسرين، حيث أن نظامك الغذائي به مشاكل بسبب أكل كميات أقل وليست بكاملة العناصر التي يحتاجها الجسم، عضلاتك مثل حلوى الخطمي، وباختصار شديد وعلى الورق ستتعرضين لإذلال شديد”.

في هذه اللحظة تعثرت قدمي فيليسي أثناء أدائها لرقصات التمرين، فيليسي: “كلام حقا يبعث على الحيوية والنشاط وروح التحدي، إذا أخبريني كيف أحصل على الدور”!


أوديت: “ستحصلين على الدور لأنكِ تملكين شيئا هي تحلم بامتلاكه إنه الشغف، اعتمدي على ذلك اشعري بكل غضبكِ وألمكِ، اشعري بكل حزنكِ وفرحكِ، وضعيهم جميعهم برقصكِ، فيليسي عيشي بداخل الموسيقى واشعري بها؛ كل نوتة وكل صوت إيقاع منها يحتاج ويستحق أن يهتز جسدكِ له من أعلى رأسكِ وحتى أخمص قدميكِ، وحينها فقط يمكنكِ هزيمتها”.اختيار فيليسي في المسابقة قبل النهائية.

وباليوم التالي اليوم المنتظر، أجريت المسابقة بين ثلاثة فتيات، فيليسي كاميل ونورا، وكل منهن اجتهدت في أداء رقصتها، ولكن كالمفترض يوميا أن يتم إقصاء واحدة من ثلاثتهن…

لويس مارونت: “لقد أبليتن حسنا، ولكن إحداكن ستغادر اليوم، وهي سوف تكون”.


ونظر لهن كثيرا وبتمعن شديد، وبعدها أكمل قائلا: “لقد وصلتِ لنهاية الطريق آنسة نورا”، معلنا بذلك المنافسة الشديدة غدا بين فيليسي وكاميل، خرجت “نورا”.

لويس مارونت: “وغدا في الصباح ستكون المنافسة بين فيليسي وكاميل، وسنعرف حينها من منكما ستحصل على شرف الرقص في مسرحية كسارة البندق مع روزيتا موري، أنصحكما بأن تقدما أفضل ما لديكما غدا”.

ومن بعدها خرج المعلم “لويس مارونت”، ومعه الراقصة روزيتا موري والتي كانت تشاهد المنافسة من بدايتها هذه المرة، وبذلك لم يتبق داخل الحجرة سوى فيليسي وكاميل….

كاميل: “لقد أحرزتِ تقدما أيتها الجرزة التي بلا معنى، ولكن النصر سيكون حليفا لي غدا”.

فيليسي: “غدا سنرى”.

كاميل: “يمكنكِ العمل جاهدة كما أردتِ، ويمكنكِ التدرب لأيام طويلة، ولكنكِ ستظلين دوما نكرة، ونكرة للأبد”.

فيليسي: “أنا بالتأكيد شخص ما”.

كاميل: “من بالضبط؟!، من أنت؟!”

صمتت فيليسي ولم تدري بماذا تجيب عليها.

كاميل بكل قسوة قلب وتنمر عليها: “أنتِ نكرة”.

اغرورقت عينيها بالدموع، و……

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



راقصــة الباليه الصغيـرة (الجزء الثاني عشر)

راقصــة الباليه الصغيـرة (الجزء الثاني عشر)


راقصــة الباليه الصغيـرة (الجزء الثاني عشر)

وتعالت ضحكاتهما سويا، كانت في هذه الأحيان “لوجين” تقف بالنافذة تشاهد وتسمع كل ما يدور بأسفل بنايتها، وبسبب اندفاع الطفلين علمت “لوجين” بكل ما فعلته فيليسي ليكون عقابها بأن أخذت في الصباح ابنتها وذهبت بها للأوبرا لتكشف حقيقة وهوية الطفلة الكاذبة المخادعة….

أول ما دخلت فيليسي حجرة صفها، وجدت لوجين وابنتها ومعلمها لويس مارونت ومخرج الأوبرا في انتظارها، صدمت من هول ما رأت، ولكنها قبل أن تنطق بحرف واحد….


لوجين: “بائسة، أريد وضعها بالسجن لقاء ما فعلت”.

فأكملت ابنتها (كاميل) قائلة بتصنع مبالغ فيه: “لقد قامت بانتحال شخصيتي، سرقت اسمي وشرفي وسمعتي، أريد استعادتهم منها جميعا”.

لويس مارونت بهدوء شديد نظر لفيليسي: “ما اسمكِ؟!”

فيليسي تنهدت وقد اغرورقت عيناها بالدموع: “أنا اسمي فيليسي لوبار، وقد قدمت من دار الأيتام بمقاطعة بريتني؛ لم أرد أن أسبب أي ضرر لكاميل، كل ما أردته هو دخول الأوبرا، إنني حقا آسفة”.

وفي هذه اللحظة جاء حارس الأوبرا بأوديت وبعينيه شماتة بها وبفيليسي لا توصف…


لوجين لم تتمالك أعصابها أمام الجميع، نظرت بغل لأوديت: “أيتها الخائنة، لقد كنتِ تعلمين حقيقة الأمر من البداية، ولكنكِ طعنتني في ظهري، أنتِ مفصولة من العمل والمسكن”.

في هذه للحظة ثار لويس مارونت بصوت مرتفع للغاية: “هدوء”!

نظر للوجين وابنتها: “إليكما اتفاقي ولا أبالي إن أعجبكما أم لا، آنسة كاميل ستنضمين للصف من الغد، كما أنكِ ستلتحقين بمسابقة الفوز بالدور بمسرحية كسارة البندق، ولكني أيضا أريد أن أكون واضحا، إن قمتِ بطرد مداد أوديت سأطرد كاميل من الصف”.

وتوجه بخطوات ثابتة تجاه فيليسي حيث كانت تقف بجوار أوديت: “أما أنتِ لقد كنتِ مريعة للغاية في بداية الصفوف، كما أنكِ كذبتِ وغششتِ لتصلي إلى هنا”، في هذه اللحظة نظرت فيليسي للأرض وسالت الدموع من عينيها تأثرا بحديث معلمها، ولكن أوديت ربتت على كتفها.

ولويس مارونت مكمل لحديثه: “ولكنكِ أيضا أظهرتِ بشيرا للنجاح، وعملتِ بكل جد واجتهاد، وأظهرتِ تفانيا في العمل، لابد أنكِ كنتِ تملكين معلما جيدا للغاية (ونظر لأوديت نظر فخر واعتزاز بها)، لذلك ستستمرين في المسابقة، وإن حصلتِ على الدور بنزاهة، فيمكنكِ حينها الانضمام للجوقة، أما إذا خسرتِ فستخرجين من الأوبرا”.

ظهرت ملامح السعادة من جديد على وجه فيليسي، وسعدت أيضا أوديت لسعادتها.

سألها لويس مارونت: “فيليسي أهذا واضح؟!”

فيليسي بفرح: “واضح سيدي”.

ونظر من جديد للسيدة لوجين: “أكلامي واضح؟!”

بكل ضيق وحنق: “واضح”.

وقبل أن يخرج نظر لفيليسي: “إذا فيليسي لوبار من مقاطعة بريتني إن مصيرك بالأوبرا بين يديكِ”، ونظر لأوديت نظرة تدل على أنه متمسك للنهاية بفيليسي وأنه موكل إليها بالمهمة.

وبعدما خرج المعلم لويس مارونت ومخرج الأوبرا من حجرة الصف، رمقت لوجين أوديت رمقة تنذر بالشؤم، لكن أوديت لم تعرها أي انتباه، وضعت يدها على ظهر فيليسي وخرجتا سويا…

كاميل: “وماذا إن كانت جيدة يا أمي؟!”

لوجين: “لا يهمني، كل ما يهمني أنكِ ستحصلين على الدور مهما كلفكِ الأمر، لا أريد سوى الاقتصاص وسأحصل عليه”.

كاميل وقد ظهر الخوف على ملامحها من والدتها: “حسنا أمي”.


أوديت تكنس أرضية المسرح ولم تستطع تنسى كونها بيوم من الأيام راقصة باليه، فأثناء عملها تؤدي بضعة حركات متوافقة مع أداء العمل، وفي الجهة المقابلة يراقبها من بعيد المعلم لويس مارونت دون أن تشعر، وقد رأته فيليسي فتوجهت إليه….

المعلم لويس فور وصول فيليسي بجواره: “إنها حقا لرائعة حتى وهي تكنس”.فيليسي تفاجئ أوديت بحضن كبير.

فيليسي: “هل كانت راقصة رائعة؟!”

لويس مارونت: “لم تكن رائعة فقط بل كانت الأفضل والأروع في كل جيلها، ثم حدث حريق على المسرح”، وصمت ولم يكمل حديثه، ولكن فيليسي فهمت أن الحريق أثر على أوديت وأنها أصبحت عرجاء بسببه، ومنعت عن أكثر شيء أحبته (الرقص)….

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



 راقصــــــــــــــة الباليه الصغيـــــــــرة (الجزء الحادي عشر)

راقصــــــــــــــة الباليه الصغيـــــــــرة (الجزء الحادي عشر)


راقصــــــــــــــة الباليه الصغيـــــــــرة (الجزء الحادي عشر)

وفي طريقها لمنزل أوديت قابلت “فيكتور” والذي كان في انتظارها ليطمئن عليها كما وعدها…

فيليسي بانبهار شديد: “وهناك أيضا بالأوبرا فتى يدعى رودولف وهو أمير روسي، صاحب وجه جميل كما أن له قلعة، لقد اصطحبني لأعلى الأوبرا ورقصنا سويا هناك، وقد بدت على ملامح وجهه الجميل نظرات الإعجاب بي”.


فيكتور بغضب وانفعال: “فتى؟! عن أي نوع من الفتيان تتحدثين؟!، جمال وإعجاب؟!، عن أي جمال وإعجاب بكِ تتحدثين فيليسي؟!، ومن رودولف هذا؟!”

فيليسي: “إنه صديق، لقد قال لي بأنني سأصبح كل ما أتمناه”.

فيكتور: “لقد قلت لكِ ذلك قبله”.

فيليسي: “ولكنه قالها بعمق شديد”.

فيكتور: “وأنا أيضا أمتلك هذا العمق”.

وسارا حتى وصل بها للمرأب الذي يعمل به مع السيد “جوستاف إيفيل”…

فيكتور في محاولة لجذب انتباهها والفوز بإعجابها: “فيليسي أتعلمين لو رأيتِ ما خلف هذه الأبواب سيتوجب علي قتلك”.


وأثناء حديثه دفع الباب دون شعور منه ففتح، فيليسي وهي تضحك: “فيكتور إذا سيتوجب عليك قتلي”.


أراها كل معدات وآلات واختراعات سيده، كان يتفاخر بكون سيده يدعوه برجل أفكاره الأعظم، وفي النهاية اكتشفت أنه مجرد عامل نظافة أيضا مثله مثل صديقه، يعملان على مساعدة السيد جوستاف في أعماله وتصميماته، أم عن فيكتور فحقا يعمل بشكل دؤوب على تطوير آلة للطيران.

عادت فيليسي لمنزل أوديت وتدربت كعادتها اليومية، قامت بتعليمها كل أصول الرقص، كانتا تعملان وفي نفس وقت العمل تتدرب فيليسي، كانت بكل وقت وحين تتدرب وتجتهد في التعلم، وعملت أوديت على تطويرها جاهدة وفي وقت قياسي للغاية، كانت أوديت ترى في عيني فيليسي مدى رغبتها وشغفها وحبها للرقص.أوديت تعلم فيليسي أولى خطوات رقص الباليه.

واستمر تدربها مع أوديت كما استمرت في البقاء بالأوبرا وبالبقاء في المسابقة ولم تستقصى بعد، وبيوم من الأيام وقد أصبحن الفتيات ثلاثة، جاء فيكتور ليأخذ فيليسي ويرفه عنها، طلب الإذن من أوديت فسمحت له ولكنها أمته بألا يؤخرها.أوديت تعلم فيليسي أصول الباليه.

فأخذها وذهب بها للحانة لسماع بعض الموسيقى والمرح سويا، وهناك أعجبت فيليسي بالموسيقى فقامت ورقصت وأبهرت جميع الموجودين هناك، لقد كانت روحها مفعمة بالأمل والتفاؤل والحب والمرح، جميع من بالحانة أعارها انتباهه ووقف مشدودا من أجل مشاهدتها وهي ترقص وتتمايل بطريقة تقشعر لها الأبدان من كثرة جمالها وروعتها.فيليسي تبهر الجميع برقصها بالحانة.

أشعلت الأرض بالنيران أسفل قدميها ولم يوقفها شيء عن الرقص إلا عندما ألقى لها فيكتور بوردة حمراء، فاختل توازنها لتسقط، فوجئت حينما سقطت بوجود لويس مارونت بالحانة، وقد كان يشاهدها من بداية رقصها….

لويس مارونت: “أتمنى أن تظهري بعض الشجاعة غدا يا آنسة”.


صعقت فيليسي من رؤيته وبهذه الطريقة، ولكنه بعدما سار بضعة خطوات التفت إليها قائلا: “على العموم لقد كان أدائكِ رائعا”.

شعرت حينها فيليسي بسعادة مست قلبها تكاد لا توصف، لقد كانت في غاية السعادة بسبب كلمات لويس مارونت والتي مست روحها وقلبها؛ ولكن دائما يقال أن الفرحة عندما تصل لذروتها فإنها لا تكتمل مطلقا، أخطأت فيليسي عندما تحدثت مع فيكتور بالشارع قبل دخولها لمنزل أوديت…

فيليسي: “فيكتور لقد قضيت اليوم أفضل وقت ممتع بكل حياتي”.

فيكتور: “تصبحين على خير فيليسي، أووه آسف آنسة كاملي لي أو”

وتعالت ضحكاتهما سويا، كانت في هذه الأحيان “لوجين” تقف بالنافذة تشاهد وتسمع كل ما يدور بأسفل بنايتها، وبسبب اندفاع الطفلين علمت “لوجين” بكل ما فعلته فيليسي ليكون عقابها….

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)

راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)


راقصــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثالث عشر)

المعلم لويس فور وصول فيليسي بجواره: “إنها حقا لرائعة حتى وهي تكنس”.

فيليسي: “هل كانت راقصة رائعة؟!”


لويس مارونت: “لم تكن رائعة فقط بل كانت الأفضل والأروع في كل جيلها، ثم حدث حريق على المسرح”، وصمت ولم يكمل حديثه، ولكن فيليسي فهمت أن الحريق أثر على أوديت وأنها أصبحت عرجاء بسببه، ومنعت عن أكثر شيء أحبته (الرقص).

رحل لويس مارونت، وعلى الفور ركضت فيليسي تجاه أوديت واحتضنتها بشدة وعمق…..

أوديت بفرحة وسعادة: “فيليسي لما كل هذا؟!”

فيليسي: “لأجل كل شيء أوديت”.

أوديت: “ليس لدينا وقت لهذا، نحن الآن نتحدث عن مستقبلكِ، لم يعد لديكِ إلا فرصة واحدة وهي تخطي كاميل، لقد رأيتها أكثر من مرة من قبل، إنني أعرفها حق المعرفة، إن أسلوبها في الرقص متكامل، إنها أقوى بكثير للغاية مما تبدو عليه، إنها قوية حادة ودقيقة، ولكمة خسارة ليست بقاموسها على الإطلاق”.

وبنفس الوقت كلا من أوديت تعمل على تدريب فيليسي، أما عن لوجين فتقف بيد صارمة من حديد على ابنتها أثناء تدربها بل وتجبرها أيضا ألا تأخذ قسطا من الراحة….

كاميل: “إنني متعبة يا أمي”.

لوجين: “إن كلمة التعب ليست إلا للفاشلين، استمري أريد الحصول على الدور”.

ومن الناحية الأخرى تتدرب فيليسي وبالتأكيد بأدوات بسيطة للغاية صنعتها أوديت لأجلها من العدم، على خلاف أجهزة كاميل الحديثة والتي تمكنها من التدرب بشكل أفضل، وبينما تتدرب فيليسي….فيليسي تتدرب على المنافسة وحتى بالشارع.

أوديت تكمل حديثها عن كاميل وتعطي النصائح لفيليسي: “فيليسي إذا أردتِ هزيمة كاميل في ملعبها فبالتأكيد ستخسرين، حيث أن نظامك الغذائي به مشاكل بسبب أكل كميات أقل وليست بكاملة العناصر التي يحتاجها الجسم، عضلاتك مثل حلوى الخطمي، وباختصار شديد وعلى الورق ستتعرضين لإذلال شديد”.

في هذه اللحظة تعثرت قدمي فيليسي أثناء أدائها لرقصات التمرين، فيليسي: “كلام حقا يبعث على الحيوية والنشاط وروح التحدي، إذا أخبريني كيف أحصل على الدور”!


أوديت: “ستحصلين على الدور لأنكِ تملكين شيئا هي تحلم بامتلاكه إنه الشغف، اعتمدي على ذلك اشعري بكل غضبكِ وألمكِ، اشعري بكل حزنكِ وفرحكِ، وضعيهم جميعهم برقصكِ، فيليسي عيشي بداخل الموسيقى واشعري بها؛ كل نوتة وكل صوت إيقاع منها يحتاج ويستحق أن يهتز جسدكِ له من أعلى رأسكِ وحتى أخمص قدميكِ، وحينها فقط يمكنكِ هزيمتها”.اختيار فيليسي في المسابقة قبل النهائية.

وباليوم التالي اليوم المنتظر، أجريت المسابقة بين ثلاثة فتيات، فيليسي كاميل ونورا، وكل منهن اجتهدت في أداء رقصتها، ولكن كالمفترض يوميا أن يتم إقصاء واحدة من ثلاثتهن…

لويس مارونت: “لقد أبليتن حسنا، ولكن إحداكن ستغادر اليوم، وهي سوف تكون”.


ونظر لهن كثيرا وبتمعن شديد، وبعدها أكمل قائلا: “لقد وصلتِ لنهاية الطريق آنسة نورا”، معلنا بذلك المنافسة الشديدة غدا بين فيليسي وكاميل، خرجت “نورا”.

لويس مارونت: “وغدا في الصباح ستكون المنافسة بين فيليسي وكاميل، وسنعرف حينها من منكما ستحصل على شرف الرقص في مسرحية كسارة البندق مع روزيتا موري، أنصحكما بأن تقدما أفضل ما لديكما غدا”.

ومن بعدها خرج المعلم “لويس مارونت”، ومعه الراقصة روزيتا موري والتي كانت تشاهد المنافسة من بدايتها هذه المرة، وبذلك لم يتبق داخل الحجرة سوى فيليسي وكاميل….

كاميل: “لقد أحرزتِ تقدما أيتها الجرزة التي بلا معنى، ولكن النصر سيكون حليفا لي غدا”.

فيليسي: “غدا سنرى”.

كاميل: “يمكنكِ العمل جاهدة كما أردتِ، ويمكنكِ التدرب لأيام طويلة، ولكنكِ ستظلين دوما نكرة، ونكرة للأبد”.

فيليسي: “أنا بالتأكيد شخص ما”.

كاميل: “من بالضبط؟!، من أنت؟!”

صمتت فيليسي ولم تدري بماذا تجيب عليها.

كاميل بكل قسوة قلب وتنمر عليها: “أنتِ نكرة”.

اغرورقت عينيها بالدموع، و……

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

راقصــــة الباليه الصغيـرة (الجزء التاسع)

راقصــــة الباليه الصغيـرة (الجزء التاسع)


راقصــــة الباليه الصغيـرة (الجزء التاسع)

فيليسي: “ولكنني أريد البقاء حقا”.

الأولى: “إذا أمامكِ 12 ساعة يمكنكِ التمرن بهم، وإحراز تقدم لإبعاد إقصائكِ”.


نورا: “اضغطي على نفسكِ لتنجحي”.

وفي هذه اللحظة رأت فيليسي “أوديت” تنظف نفس الصف الذي يتمرن به، على الفور فتحت الباب الذي خلفها ودخلت ومن أوصدت الباب خلفها، وإذا بها تدخل حجرة لتجد بها مراهقا يتمرن بأفضل الحركات الراقصة التي رأتها طوال حياتها، دخلت نورا وصديقتها خلف فيليسي…

فيليسي بانبهار من شدة إتقانه لما يؤديه من حركات: “من هذا؟!”

نورا: “إنه رودي، طالب من صف البنين المتفوقين، كما أنه أجمل ولد بالأوبرا”.

رفيقتهما: “إنني أحبه إنه أشقر ولامع للغاية”.

وبعدما أنهى رقصته تقدم نحوهن…ر

ودي فتى الباليه.

رودي: “إذا أنتن الجدد؟!”

نورا: “نعم إنها كاميل، وهي لديها عينين لامعتين…” وصمتت قبل أن تكمل حديثها ووصفها لفيليسي.

رودي: “كاميل إن لديكِ روح ولكن رقصكِ مقيت”.

كانت نورا قد أعطته منديلا ليجفف بها عرقه، وما إن أنهى حديثه مع فيليسي حتى ألقى بالمنديل أرضا بكل غرور، ذهبتا كلاهما يتعاركان على أيهما تأخذه قبل الأخرى…

فيليسي: “هذا من يظن نفسه؟!”

رودي: “إلى اللقاء حتى نتقابل مرة أخرى أيتها الجميلة”.

فيليسي وقد تناست تماما أمر أوديت: “في أحلامك أيها المغرور”، وكانت بهذه الجملة قد خرجت خارج الحجرة التي احتمت بها خوفا من رؤية أوديت لها.

في هذه اللحظة…

أوديت: “فيليسي؟!”

فيليسي: “يمكنني أن أوضح لكِ الأمر أوديت”.

أوديت: “لا يوجد شيء لإيضاحه، فكل شيء واضحا كالشمس”، وتركتها ورحلت.

وعندما حل موعد الذهاب للمنزل عادت فيليسي كانت تقدم خطوت وتؤخر الأخرى شعورا بالأسى والندم على ما فعلته، وخاصة عندما رأت نظرة العتاب بعيني أوديت من آوتها وحمتها بكل ما ملكت من قوة، عندما عادت وجدت “أوديت” تقوم بإعداد طعام العشاء لهما….


فيليسي: “إنني حقا آسفة، ولو هناك كلمة أكبر من الأسف لقلتها لكِ”.


أوديت بحزن: “لقد أدخلتِ حياتي وآمنت لكِ، وأنتِ خدعتني وكذبتِ علي، هل تعلمين أنه يمكن بفعلتكِ هذه أن أفقد وظيفتي؟!”

فيليسي: “أفهمكِ، أعترف أنني أخطأت، ولكنكِ لن تفهمينني، لطالما حلمت بأن أكون راقصة، وعندما رأيت الراقصة روزيتا موري بهذه الليلة وهي تقوم بهذه الحركة الساحرة علمت ماذا أنا أريد أن أكون وأصبح، لقد علمت حينها أن كافة أحلامي يمكن أن تصبح حقيقة، وأستطيع أن أحققها على أرض الواقع؛ إنني أتفهم أنه لا يمكنكِ فهمي فأنتِ في النهاية تكرهين الرقص، لكني أردتكِ أن تعلمي أنني حقا آسفة ولم أقصد إيذائكِ أوديت”.

وخرجت خارج الغرفة وبيدها خطاب الأوبرا الخاص بكاميل، وكانت في انتظار “لوجين لو أو” والدة كاميل لتعطيها الخطاب، وبذلك تكون قد منعت أي ضرر أو أذى يمكن أن تصاب به أوديت.

ولكن عندما خرجت كان لكلماتها أثرا موجعا على قلب أوديت، أمسكت بصندوق وقامت بفتحه وأخرجت من داخله حذاء باليرينا، وأمسكت به وعينيها فاضتا بالدموع، لم تكف عن الدموع إلا عندما سمعت صوت “لوجين لو أو” وهي تتحدث مع فيليسي…

بكل غرور كعادتها الدائمة والتي أورثتها لابنتها، وهي تعطي ظهرها لفيليسي: “هل هناك بريد؟!”أوديت تدافع عن فيليسي وتمنعها من إعطاء لوجين الخطاب.

فأمسكت فيليسي لتعطيها إياه، ولكن قامت أوديت بجذب فيليسي خلف ظهرها، أوديت: “لا سيدتي لا يوجد بريد”.

لوجين: “أول ما يصل ساعي البريد به اجلبيه لي على الفور”.

أوديت: “حسنا سيدتي”.

وبعدما رحلت “لوجين لو أو” نظرت أوديت لفيليسي: “أيمكنكِ الرقص؟!”

فيليسي: “نعم، أو على الأقل أعتقد ذلك”.

أوديت: “إذا يبدأ التدريب في الخامسة صباحا”.

فيليسي بتعجب وذهول: “هل أنتِ معلمة؟!”

أوديت: “وهل عندكِ خيار آخر؟!”

كانت فيليسي دوما تراودها أحلام بأغلبيتها العظمى ترى صندوقها الموسيقي، وكانت في هذه اللحظة توقظها أوديت باستخدام جرس صغير…

أوديت: “إنها الخامسة، وقت التمرين”.

فيليسي…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الثامن)

راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الثامن)


راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء الثامن)

فيكتور: ” بالأمس عندما طرأت هذه الظروف وانفصلنا تجولت وحيدا بالأنحاء، كان هذا ليس بمخيف بل وجدت بعض المحليين أيضا من دلوني على الطريق، ومن بعدها دخلت لحانة ووجدت بها ترحيبا حارا، رحبوا بي وكأني أخ أو ابن أو حتى ابن عم، ومن ثم قابلت هناك شخص يدعى ماثرون، لقد كان شخصا جيدا للغاية، ضحكنا سويا وغنينا ورقصنا، ومن بعدها قررنا الذهاب لمنزله، فيليسي لن يمكنكِ تصديق ذلك إن ماثرون يعمل بمرسم جوستاف إيفيل أفضل مخترع على الإطلاق بكل العالم، فيليسي إنني في طريقي لتحقيق حلم حياتي”.صندوقي فيليسي الموسيقي الثمين بالنسبة لها.

لم يكن كل حديثه صادقا بنسبة مئة بالمائة بل كان يكذب في كثير من الأحيان، فقد تعرض لكثير من الإذلال من المحليين، كما أنه طرد أيضا هو وصديقه الجديد من الحانة لعدم امتلاكهما للمال، ولكنه صدق في كون صديقه يعمل عند “جوستاف إيفيل” ولكنه كعامل نظافة وخادم وهكذا.


انبهرت فيليسي بإنجاز صديقها وخاصة عندما أراها الأجنحة التي يعمل عليها بعد التعديلات التي أدخلها في تصميمها، وأوضح أنه لا ينقصه على تجربتها سوى قياس سرعة الهواء.

فيليسي: “أنا أيضا أحرزت تقدما، إنني الآن راقصة، لقد أصبحت طالبة بالأوبرا”.

فيكتور بنوع من عدم التصديق ومحاولة لمعرفة الحقيقة: “إذا هل يمكنكِ أن تخبريني كيف وصلتِ للأوبرا؟!”

فيليسي: “لقد رأيت بعض الأضواء ومن ثم دخلت من الأبواب”.

فيكتور: “كاذبة”!

فيليسي: “حسنا، إنها كاميل لو أو من حطمت لي صندوقي الموسيقي، لقد أعطتني خطاب لدخول الأوبرا والالتحاق بها كطالبة، لقد أرادت أن تعتذر لي…”

وقبل أن تكمل قاطعها فيكتور: “كاذبة”!

فيليسي: “من المفترض بك أن تدعني أنهي حديثي أولا”

فيكتور: “إن أنفك يقشعر عندما تكذبين”.

فيليسي: “إنك حقا مزعج للغاية فيكتور، حسنا لقد سرقت هويتها (وتقصد هوية كاميل)”.

صدم من اعترافه فوقف وقد امتلأ قلبه حزنا من شدة الخوف عليها من عواقب ما فعلت، كان حينها قد ارتدى اختراعه الجديد، وعندما فتح ذراعيه قائلا: “ماذا فعلتِ؟!، أسرقتِ هويتها؟!، ألم تخافي من عواقب فعلتكِ؟!”


وهب كثير من الهواء العليل فأصبح فيكتور طائرا في الهواء، ومن ثم تعلقت قدماه بإحدى العربات السائرة على الطريق…

فيليسي بصوت مرتفع: “فيكتور عد إلى هنا حالا”.

فيكتور: “سأعود اطمئني”.

فيليسي: “لا ليس مجددا”!

وباليوم التالي أولى أيام الاختبارات اليومية لتصفية الطالبات من أجل الالتحاق والفوز بدور بعرض “كلارا” عرض كسارة البندق….فيليسي تحاول أن تتماشى مع رقص رفيقاتها بالصف.

اجتهدت فيليسي كثيرا، وكانت لا تهدأ تنفذ كل ما يطلبه منهن “لويس مارونت” ولكنها كانت تفتقر لأداء الحركات بطريقة مثالية كما ينبغي أن تكون؛ وبنهاية اليوم قرر المعلم “لويس” إقصاء أولى الفتيات..

نظر لفيليسي قائلا: “لقد انتهى اليوم الأول، والشخص الذي سيتركنا اليوم هو أنتِ، إن لديكِ طاقة الرصاصة ولكن لديكِ خفة الفيل، إذا فلتحزمي متاعكِ وترحلي”.فيليسي تحاول أن تتماشى مع رقص رفيقاتها بالصف.

ساعدها الحظ بأن كانت إحدى الفتيات عالقة بحركة كان قد طلبها منهن المعلم “لويس”، فطلب من هذه الطالبة الرحيل، وهنا انتهزتها فرصة فيليسي قائلة: “سيدي ألم تخبرنا بأن كل يوم سيتم إقصاء فتاة واحدة؟!

لويس مارونت بثقة وبطريقة مستفزة أيضا: “حسنا ولكن حتى الاختبار القادم وسيكون هناك الوداع”.

وبعد انتهاء الصف جلست فيليسي مع رفيقتيها بالصف…

فيليسي: “إنه حقا يكرهني”. وتقصد لويس مارونت

وانقسما الاثنان إحداهما تحفزها والأخرى تثبط من عزيمتها:

الأولى: “لا تقولي ذلك ولم سيكرهكِ؟، إنها فقط طريقته”.


نورا: “إنها محقة، هو يكرهها فعلا، ولو أتيحت له الفرصة لحطم ركبتيها بعصاه”.

فيليسي: “ولكن لم تعد لدي فرصة”.

الأولى: “هناك فرصة دائما”.

نورا: “لا أعتقد أن هناك دائما فرصة، ليست هذه المرة”.

فيليسي: “ولكنني أريد البقاء حقا”.

الأولى: “إذا أمامكِ 12 ساعة يمكنكِ التمرن بهم، وإحراز تقدم لإبعاد إقصائكِ”.

نورا: “اضغطي على نفسكِ لتنجحي”.

وفي هذه اللحظة رأت فيليسي…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء السابع)

راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء السابع)


راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء السابع)

وصلت فيليسي للصف، وقد رأت عدة فتيات يقمن بما عرفته منهن بالتسخين، ومن بعدها جاء معلم الصف، لقد كان نفس الشخص الذي ساعدها على النهوض عندما سقطت واستنكر عليها كونها راقصة باليه، لتسأل إحدى زميلاتها بالصف: “من هذا الشخص؟!!”

نورا (إحدى زميلاتها): هل تمزحين معنا؟!، إنه لويس مارونت أشهر معلم باليه وأشهلا مصمم رقصات عالميا، وأكثر شخص قام بتأدية دورانات في عرض فردي”.


استكملت صديقة أخرى: “لقد قام بتأدية 187 لفة صعبة في عرض فردي واحد، ومن ثم تقيأ”!

لويس مارونت: “جميعكن عملتن بجد باستثنائك أنتِ” ويشير بعصاه مرة أخرى.



لويس مارونت: “جميعكن هنا بالأوبرا بسبب الموهبة والإصرار”، فيليسي بصوت منخفض نسبيا: “باستثنائي أنا”.

لويس: “بالضبط باستثنائك أنتِ”.

واستأنف حديثه: “ومن يوم الغد سنشرع في بدء الاختبارات، وبكل يوم سيتم إقصاء واحدة منكن، إذا أيتها الفتيات الأثرياء لن يهم ما فعلتموه من أجل القدوم لهنا، لأنه بدءا من الغد ستمثلون أنفسكم”!

فيليسي: “ولكن والدتي تقدم أفضل وجبة على الإطلاق بباريس وجبة الضلوع”.

لويس مارونت بتجهم: “ولكني نباتي”!

صدمت فيليسي من كلامه، ولكنها ليست مستعدة بعد للتخلي عن حلم حياتها، الحلم الذي بإمكانها فعل أي شيء وكل شيء من الوصول إليه وتحقيقه.

لم يكن أمامها سوى تدريب نفسها بنفسها، فحاولت جاهدة وبكامل قوتها لتغطي الخمسة وضعيات التي ذكرهن “لويس مارونت” ولكنها وبكل تأكيد هي صاحبة أقل فرصة بالنسبة للفتيات الأخريات من قضين وقتا طويلا للتعلم والتدرب، ولكنها لم تستسلم أبدا.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت للجسر المتفق عليه لملاقاة صديقها “فيكتور”، وحتى بالشارع كانت مشغولة بتعلم الوضعيات الخمسة لدرجة أنها لم تشعر بقدوم فيكتور عندما وصل وكانت هي في الأساس في انتظاره…

ركضت وارتمت في حضنه….مقابلة فيليسي بفيكتور باليوم التالي كما اتفقا.

فيليسي: “إنني حقا سعيدة لرؤيتك فيكتور”.

فيكتور: “وأنا أيضا سعيد لرؤيتكِ، فيليسي لدي الكثير لأخبركِ به”.

فيليسي: “وأنا أيضا”.

وما إن جلسا حتى أخرجت من جيبها صندوقها الموسيقي، فقام فيكتور بفتحه…

فيكتور: “فيليسي إنها هذه المرة مسورة فعليا”!

فيليسي بحزن عميق: “فيكتور وهل سيمكنك إصلاحها؟!”فيكتور يصلح صندوق فيليسي الموسيقي المحطم.

فيكتور: “لا تقلقي يمكنني إصلاحها لأجلكِ”.

وابتسم ابتسامة ساحرة واستكمل: “فيليسي إنني الرابح في رهاننا الصغير”.

فيليسي: “وأي رهان تتحدث عنه فيكتور؟!”

فيكتور: “رهاننا عن أي منا سيحقق حلمه الأول، فيليسي إنني في طريقي لأصبح مخترع عظيم”.

فيليسي باندهاش: “أحقا ما تقول؟!”

فيكتور: “هل تغارين لأنني حققت حلمي بيوم واحد من مجيئنا، (أشار بيده على برج إيفيل الذي لم يكتمل بناءه بعد) إنني أعمل مع الرجل الذي يقوم ببناء هذا”.

فيليسي بتعجب متزايد: “فيكتور هل عندما سقطت بالقارب سقطت على رأسك عزيزي؟!”


فيكتور: “لا على الإطلاق، بالأمس عندما طرأت هذه الظروف وانفصلنا تجولت وحيدا بالأنحاء، كان هذا ليس بمخيف بل وجدت بعض المحليين أيضا من دلوني على الطريق، ومن بعدها دخلت لحانة ووجدت بها ترحيبا حارا، رحبوا بي وكأني أخ أو ابن أو حتى ابن عم، ومن ثم قابلت هناك شخص يدعى ماثرون، لقد كان شخصا جيدا للغاية، ضحكنا سويا وغنينا ورقصنا، ومن بعدها قررنا الذهاب لمنزله، فيليسي لن يمكنكِ تصديق ذلك إن ماثرون يعمل بمرسم جوستاف إيفيل أفضل مخترع على الإطلاق بكل العالم، فيليسي إنني في طريقي لتحقيق حلم حياتي”.

لم يكن كل حديثه صادقا بنسبة مئة بالمائة بل…..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

راقصـة الباليه الصغيــرة (الجزء السادس)








راقصـة الباليه الصغيــرة (الجزء السادس)

وأدخلت يدها بجيبها وأخرجت صندوق الموسيقى الخاص بها، فأمسكته منها على الفور “كاميل”، حينها ظنت فيليسي أنها مجرد ستطلع عليه وتعيده إليها ولكنها كانت مخطئة…

فيليسي: “إنه ملك لي، وهو ثمين للغاية بالنسبة إلي”.


وعندما فتحته “كاميل” إذا بها تجد بداخله راقصة باليه صغيرة وجميلة للغاية ترقص على أنغام موسيقى الصندوق، فقالت كاميل بذهول: “أرى ذلك”.

فألقت بالصندوق بكامل قوتها تجاه النافذة، وبطريقة استفزازية: “التقطيه”!

سقط الصندوق من كل هذا الارتفاع وتناثرت كل قطعة به على حدا.

ركضت فيليسي نحوه ومن كثرة الحزن الذي لحق بقلبها لم تستطع أن تمد يدها وتلتقط كل قطعة متناثرة منه، وأثناء ذلك لم تكن “كاميل” لتشعر بشيء من الألم، بل كانت تقف بنافذتها وتتعالى ضحكات السخرية من فيها؛ وما إن دخلت “كاميل” لحجرتها بعدما أوصدت النافذة بوجه فيليسي حتى جاء ساعي البريد حاملا خطاب قبولها بالأوبرا، وقد كان خطابا مميزا أيضا، نظرت فيليسي لصندوقها المحطم عن قصد وتعمد، فأخذت بشدة الخطاب من ساعي البريد بأسلوب يخلو كليا من التأدب والاحترام.


تارة تنظر للخطاب وتارة تنظر لصندوقها المحطم، وفي النهاية قررت الذهاب للأوبرا والدخول بها باستخدام الخطاب كنوع من العقاب


الحارس: “إنكِ لستِ بكاميل لو أو”.

فيليسي: “إنها أنا”.

الحارس: “هذه المرة سأستدعي لكِ الشرطة لتتصرف معكِ وتريحينا منكِ”.

وبالفعل سحبها خلفه، وتأتي النجدة من السماء، يأتي من خلفهما مخرج الأوبرا “أوجست إيمانويل فاكوربيل” يغني ويدندن بصوته العالي المرتفع…

المخرج أوجست: “ما بالها؟!”

الحارس: “إنها تدعي بأنها كاميل لو أو”.

نظر إليه وفيليسي ترتعب من الداخل، المخرج: “هل أنتِ حقا هي؟”.

فيليسي: “نعم أنا هي بكل تأكيد”.

المخرج: “إنها حقا كاميل لو أو، اتركها وشأنها وعد لعملك أيها الحارس”.

الحارس: “بكل تأكيد يا سيدي”.

وبعدما انصرف الحارس، أمسك المخرج بيد فيليسي وقلبها: “إنني أوجست إيمانويل فاكوربيل مخرج الأوبرا، إنكِ هنا بفضل والدتكِ التي تقدم بمطعمها أفضل وجبة على الإطلاق (وجبة الضلوع)، آمل أن تكوني راقصة بارعة بقدر براعة والدتكِ”.

فيليسي بعد ثقة بنفسها بالطبع: “بكل تأكيد”.

يا للسعادة التي امتلكتها فيليسي في هذه اللحظة، حينما ذهبت لغرفة تغيير الملابس وانتقت فستانا خاصا براقصات الباليه، وقد كان مناسبا لها وانتقت اللون الذي تفضله أيضا، وارتدت حذاء الباليرينا…فيليسي ترتدي الملابس الخاصة برقص الباليه لأول مرة.

فيليسي بينه وبين نفسها: “حينما أنظر لحياتي أرغب برؤية نفسي ألمع على أرضية المسرح؛ ولكنني لن أفعلها إلا إذا كففت عن سؤال نفسي وتركتها، أحيانا كثيرة أنظر لحياتي وأريد أن أراها كما تمنيت، أرغب في إخماد العاصفة التي بداخلي”.

ويقطع أفكارها سقوط على الأرض مؤلم بسبب ارتدائها للحذاء بطريقة غير صحيحة، والمفاجأة أن من يأخذ بيدها ويساعدها على النهوض هو مدربها بنفسه شخصيا، والذي لم تكن لتعلمه بعد…


الرجل متعجبا ومستنكرا: “أنتِ لست براقصة، أليس كذلك؟!”

فيليسي: “بلى أنا كذلك”.

الرجل بدهشة: “ومن يعتقد ذلك، على العموم اذهبي لصفكِ”.

فيليسي بكل رغبة وحماس: “حسنا سيدي”.

جاءه مخرج الأوبرا….

المخرج: “أفضل معلم باليه على الإطلاق، المصمم الأول لأشهر الرقصات في كل الطبيعة وما ورائها، إنه رجلنا الأنيق الوسيم والقوي”.

الرجل باحترافية بالغة بكل شيء وبوقار لا مثيل له: “أتريد شيئا مني؟!”

المخرج: “نعم، لقد سجلت كاميل لو أو بصفك”.

الرجل: “شكرا”.معلم الصف “لويس مارونت” وتلميذاته بالصف ومن بينهن فيليسي.

وصلت فيليسي للصف، وقد رأت عدة فتيات يقمن بما عرفته منهن بالتسخين، ومن بعدها جاء معلم الصف، لقد كان نفس الشخص الذي ساعدها على النهوض عندما سقطت واستنكر عليها كونها راقصة باليه، لتسأل إحدى زميلاتها بالصف: “من هذا الشخص؟!!”

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
راقصــة الباليه الصغـيــرة (الجزء الخامس)

راقصــة الباليه الصغـيــرة (الجزء الخامس)

راقصــة الباليه الصغـيــرة (الجزء الخامس)

فيليسي وقد تركت فرشاة التنظيف من يدها، ووضعت يديها على خدها: “ما فعلته الراقصة ليلة أمس لقد كان رائعا ومذهلا للغاية، إنني أعشق الرقص، أتحبين الرقص أوديت؟!”

تنهدت أوديت بحزن عميق، فأكملت فيليسي عندما رأت الحزن على وجهها: “أهذا لأنكِ عرجاء؟!”

نظرت للجهة الأخرى أوديت في محاولة منها لإخفاء دموعها، وفي هذه اللحظة جاءت العجوز من جديد، كان قد حل الصباح ومازالتا كلتاهما تعمل بكل جد…

لوجين (العجوز): “قفي”.

أوديت بسرعة من أمرها: “نعم سيدتي”.

لوجين: “من هذه؟!”، وأشارت بإصبعها بكل غطرسة على فيليسي.

أوديت: “هي لا أحد، تساعد ليس إلا”.

لوجين بكل غرور وتكبر: “أطعميها من مالك الخاص إذا”.

أوديت: “حسنا سيدتي”.

لوجين بطريقة فظة: “أريد منكِ الآن أن تقومي بكي جميع الملابس التي غسلتها بالأمس”.

أوديت: “لكِ ما تريدين سيدتي”.

ذهبت أوديت للداخل بينما ظلت “فيليسي” تكمل التنظيف، ولكن “لوجين” قامت بفعل مشين، بقدمها وجعلت الدلو يندلق بكل الماء الموجود به، لتسيل المياه من ثانية على السلالم والتي استغرقتا جل الليل في تنظيفها…

لوجين: “إنها ليست بنظيفة”، ونطرت لفيليسي نظرة مقيتة ومن ثم أتبعتها بضحكات ساخرة، دب الخوف بقلبها إثر هذه النظرة فعهدت للعمل بجد أكثر فأكثر خوفا من هذه الساحرة الشريرة ورأفة بحال أوديت المسكينة طيبة القلب.

وبينما تحمل “فيليسي” الدلو الذي سقط إذ بها تسمع نفس نغمات الموسيقى التي سمعتها بليلة أمس بالأوبرا فتترك كل شيء وتنساق وراء الصوت الذي تسمعه، لقد أفقدتها الموسيقى شعورها بكل شيء سوى الاستمتاع بها، حتى أن الخوف الذي بقلبها من لوجين الشريرة اندثر بمجرد سماعها للموسيقى.

ومازالت تنساق وراء الصوت حتى وصلت لحجرة مغلق بابها، فنظرت من الفتحة به فإذا بها تجد طفلة تعتبر بنفس عمرها، وكانت ترقص وتتمايل على صوت الموسيقى بحركات جميلة ومتناغمة، انشغلت بالنظر إليها ولم تشعر بنفسها إلا وقد اصطدمت بحافة حامل لمزهرية فخمة، حالفها الحظ بأنها لم تسقط أرضا وتتهشم، فاستطاعت أن تلتقطها بين يديها، ولكنها صدمت بباب الحجرة فافتتح ودخلت على الطفلة أثناء رقصها….

كاميل: “ألا يفترض بالخادمات أن يطرقن الباب قبل أن يدخلن؟!، من أنتِ؟!”

فيليسي: “أنا فيليسي، وإنني أعمل مع أوديت في التنظيف”.

فيليسي بخفة ولباقة كانت تحاول أن تتعدى الموضوع خوفا من والدة هذه الطفلة المثيرة للخوف، ولكن “كاميل” استوقفتها قائلة: “انتظري أيتها الجرزة أكنتِ تسترقين السمع وتتلصصين؟!”

فيليسي: “لا أعتقد ذلك كليا”.

كاميل بغرور متناهي: “ألم تكوني تتعجبين من أفضل راقصة باليه رأيتها طوال حياتكِ يوما؟!”

فيليسي بكل ثقة بكلامها: “ولكنكِ لستِ بأفضل راقصة رأيتها على الإطلاق، فبالأمس لقد رأيت…”

وقبل أن تكمل حديثها قاطعاتها كاميل: “يستحسن بكِ ألا تكوني معي وقحة”!

فيليسي تعاني من غطرسة كاميل.
فيليسي تعاني من غطرسة كاميل.

وشرعت في إكمال تمرينها، وبينما تتمرن “كاميل” إذا بفيليسي تسألها: “هل أنتِ راقصة باليه؟”

كاميل: “سأكون، أنا وأمي في انتظار خطاب رسمي بقبولي بالأوبرا، إنني كما ترين أنتِ موهوبة للغاية علاوة على أن مخرج الأوبرا يأكل بمطعم والدتي دوما، فهو يفضل وجبة الضلوع”.

وعادت لغرورها الذي لا يحتمل على الإطلاق من جديد: لذا في السنة المقبلة سأصبح أفضل راقصة باليه على الإطلاق بكل العالم”.

فيليسي بكل محبة: “راقصة باليه؟!، وأنا أيضا أحلم بأن أكون راقصة باليه”.

أمسكت بها “كاميل” وذهبت أمام المرايا بحجرتها…

كاميل: “أنتِ لا شيء، بينما أنا النجمة، وأمثالكِ بإمكانهم أن يدورون من حولي ولكن لا يستطيعون يوما التشبه بي، أفهمتِ أيتها الجرزة؟”.

وبينما تتحدث كاميل معه إذ بها تشعر بشيء بجيب “فيليسي…

كامل: “ما كان هذا؟!، أسرقتِ شيئا مني؟!”

فيليسي بكل عفوية: “لا”، وأدخلت يدها بجيبها وأخرجت صندوق الموسيقى الخاص بها، فأمسكته منها على الفور “كاميل”، حينها ظنت فيليسي أنها مجرد ستطلع عليه وتعيده إليها ولكنها كانت مخطئة…

كاميل وبيدها صندوق الموسيقى الخاص بفيليسي قبل تحطميه.

فيليسي: “إنه ملك لي، وهو ثمين للغاية بالنسبة إلي”.

وعندما فتحته “كاميل” إذا بها تجد بداخله راقصة باليه صغيرة وجميلة للغاية ترقص على أنغام موسيقى الصندوق، فقالت كاميل…..

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

راقصــة الباليه الصغيرة (الجزء الرابع)

راقصــة الباليه الصغيرة (الجزء الرابع)


راقصــة الباليه الصغيرة (الجزء الرابع)

فأنزلت عنها أوديت العصا، فسعلت فيليسي تأثرا بالعصا التي وضعت على رقبتها: “لم تتسنى لي الفرصة أن أشكركِ”.

أوديت: “وها قد فعلتِ، احظي بحياة طيبة”، ورحلت.


ولكن فيليسي مصرة على تتبعها: “عذرا ولكن من هذه الراقصة التي كانت ترقص على المسرح؟!”

أوديت: “إنها الراقصة روزيتا موري، وإنها الأفضل بكل الأوبرا”.

واستكملت فيليسي قائلة: “إنها حقا لمذهلة للغاية، والقفزة التي قامت بتأديتها خاطفة للقلوب، بالمناسبة هذه القفزة ما اسمها؟، هل أنتِ راقصة مثلها؟!”

أوديت: “إنني عاملة نظافة، أما أنتِ فمزعجة للغاية، هلا يمكنكِ الذهاب بعيدا الآن؟!”

فيليسي: “ولكنكِ أنتِ أول شخص عطف علي بهذه المدينة الكبيرة، لقد انفصلت عن صديقي المقرب الوحيد، وليس لدي أي مكان هنا لأذهب إليه، كما أنني يتيمة”.


أوديت: “أعترف لكِ إنها محاولة جيدة منكِ، ولكنني حقا أكره الأطفال وبصورة خاصة الأطفال اليتامى، أنصحكِ بأن تذهبِ بعيدا وتبحثين عن أحد أحمق غيري”!

وبنهاية هذه الكلمات حينها كانت “أوديت” وصلت فعليا للمكان الذي تسكن به، والذي كان قريبا للغاية من الأوبرا التي تعمل بها، وما إن دخلت “أوديت” حتى خرجت من الداخل امرأة عجوز شمطاء… 

الساحرة الشمطاء لوجين لو أو.

المرأة العجوز: “أوديت السلالم منظرها مقيت وفظيع للغاية، لدي ضيوف في الصباح ولا أرغب في رؤيتهم لها بهذا المنظر، أريد منكِ الآن أن تنظفي البناية من أولها لآخرها”.

أوديت ببؤس شديد: “لكِ ما تريدين سيدتي”.

المرأة العجوز: “إذا فماذا تنتظرين؟!”

أمسكت “أوديت” بأدوات التنظيف وجلبت الماء، وما إن استدارت حتى وجدت فيليسي بوجهها…

فيليسي: “دعيني أساعدكِ”.

أوديت: “اذهبي عن هنا”.

فيليسي: “بإمكاني التنظيف وأعتقد أنكِ تحتاجين مساعدتي، وفي الحقيقة إن التنظيف التام هو اسمي الأوسط”.

أكملت فيليسي حديثها بينما كانت تحمل عن أدويت أدوات التنظيف: “إنني صغيرة وقدماي سليمتان أما أنتِ فلا”، وهنا وضعت يدها على فمها.


نظرت أوديت للسلالم بحسرة شديدة، لقد كانت البناية مكونة من أكثر من سبعة طوابق، وكان الوقت متأخرا بالليل، وهي بالفعل كانت مجهدة لأنها أيضا تعمل عاملة نظافة بالأوبرا.

شرعت “أوديت” في السير تجاه البناية بالداخل، وعندما وصلت لأول سلمة التفتت لفيليسي سائلة: “ألن تأتي؟!”

ابتسمت فيليسي وعلى الفور ركضت تجاهها، قالت بصوت منخفض: “أوه هناك الكثير من السلالم فعليا”.

وشرعتا سويا في العمل الجاد، وبينما كانت تعمل “فيليسي” لم تتوقف عن سؤال أوديت عن كل شيء بالرغم من تحذير أوديت لها ألا تسأل عن شيء، ولكنها كانت طفلة تعشق الفضول ومعرفة كل شيء حولها…. 

فيليسي وأوديت تنظفان السلالم سويا.

فيليسي: “هل أنتِ مدبرة هذا المنزل؟!”

أوديت: “نعم؛ ويمكنكِ البقاء معي ريثما تقفين على قدميكِ بباريس بشرط واحد أن تكفي عن أسئلتكِ”.

فيليسي بفرحة بالغة: “كم من الوقت يمكنني البقاء معكِ؟”


أوديت وقد فتحت عينيها من التعجب: “لقد كان هذا سؤالا”!

فيليسي: “بالمناسبة من هذه الساحرة العجوز؟!”

أوديت: “إنها (لوجين لو أو) مالكة هذه البناية، وبالمناسبة إنها تأكل الأطفال الصغار ذوي قصة شعر ذيل الحصان” كانت تمزح معها لتضحكها.

وتوالت أسئلة فيليسي التي لا تنتهي أبدا، أما عن أوديت فكانت تجيبها عن كل أسئلتها حتى جاء حديثها عن…

فيليسي: “أتعلمين أوديت أنني هربت من ملجأ الأيتام حتى أتمكن من تعلم الرقص بالأوبرا؟!”

أوديت وقد استشعرت كلامها بقلبها جديا: “حقا أفعلتِ ذلك؟!”

فيليسي: “نعم لقد فعلت ذلك، أوديت إنكِ تعملين بالأوبرا ألا تعرفين أحدا يمكنه مساعدتي؟!”

أوديت: “فيليسي لا تعتمدي على ذلك”.

فيليسي وقد تركت فرشاة التنظيف من يدها، ووضعت يديها على خدها: “ما فعلته الراقصة ليلة أمس لقد كان رائعا ومذهلا للغاية، إنني أعشق الرقص، أتحبين الرقص أوديت؟!”

تنهدت أوديت بحزن عميق، فأكملت فيليسي عندما رأت الحزن على وجهها: “أهذا لأنكِ عرجاء؟!”

نظرت للجهة الأخرى أوديت في محاولة منها لإخفاء دموعها، وفي هذه اللحظة….

يتبــــــــــــع

راقصــة الباليه الصغيــــرة (الجزء الثالث)

راقصــة الباليه الصغيــــرة (الجزء الثالث)



فيليسي بحزن وصوت به نغمة البكاء: “فيكتور عد إلي ولا ترحل أتوسل إليك”.

فيكتور: “فيليسي لا تحزني سأقابلك على نفس هذا الجسر بنفس الموعد غدا فلا تحزني، ومهما حدث معي من ظروف قاسية سآتي إليكِ فاطمئني”.


كان ذلك في الصباح الباكر وأخذت تسير “فيليسي” على قدميها حتى حل المساء وأسدل الظلام خيوطه على كافة أرجاء المدينة، كانت فيليسي ترتعد من شدة البرد وخائفة لكونها وحيدة تائهة في بلاد غريبة، ولكن فجأة سر قلبها ونسيت كل ما تشعر به من تعب وآلام، لقد رأت نفس البناية التي بالصورة التي أعطاها إياها فيكتور، ركضت تجاه البناية وصادفها الحظ الجيد بأن كان الباب مفتوحا ويخلو مدخله من الحراس.فيليسي وهي في غاية السعادة بالنظر لأول مرة للأوبرا.

دخلت البناية وقد كانت الأوبرا، وبخطوات متباطئة وكأنها تمسك حلم حياتها بيدها ليصير حقيقة، كانت السعادة تغمر قلبها عندما كانت بالداخل، لقد أصابها انبهار لرؤيتها بناية الأوبرا من الداخل، لقد كانت بالنسبة إليها وكأنها ترى نجمات بالسماء العالية وبإمكانها أيضا لمسهن بيدها الصغيرتين.

أخذت تتجول في المكان بحرص شديد، تتجول يمينا ويسارا حتى سمعت صوتا جذبها نحوه دون تفكير منها، لقد كان صوت الموسيقى ذات النغمات الساحرة، تتبعت فيليسي الصوت لتجد نفسها بداخل حجرة مبهرجة وبها أجمل راقصة رأتها بحياتها فيليسي يوما، كانت ترقص ويتمايل كل جزء بجسدها على أنغام الموسيقى، وقامت بفعل حركة حيث تطايرت بالهواء، اتسعت عيني فيليسي من كثرة الانبهار بمدى روعتها الساحرة، وقبل أن تكمل مشاهدتها بحماسها المتقد إذا بيد رجل عجوز تمسك بها وتجرها جرا للخارج…. 

فيليسي وهي تنظر بلهفة للراقصة أثناء رقصها.

الحارس العجوز بتمرد وقوة عارمة: “ما الذي أتى بكِ لهنا؟!، جئتِ لتسرقي؟!”

فيليسي: “لم أكن لأسرق، ولكني كنت أشاهد الراقصة”.

الحارس: “إنكِ بلصة، هيا أفرغي كل ما بجيوبكِ”.

فيليسي: “إنني لم أسرق شيئا”.

وما إن رفع يده للأعلى بكامل قوته لينزلها عليها ويبرحها ضربا إذا بصوت يأتي من خلف

 

 فيليسي: “دعها وشأنها”. 

 

السيدة طيبة القلب “أوديت”.

الحارس: “ولكنها جاءت هنا لتسرق”.

فيليسي: “أقسم أنني لم أفعل، إنني حقا لم أفعل”.

أوديت: “فكر جيدا قبل أن تفعل، إن آذيتها بأي شيء سيتوجب عليك تفسير كيف دخلت إلى هنا، وألا من المفترض أنك هنا تعمل على حماية البناية؟!، أيمكنك حقا تحمل عواقب كل ذلك؟!”

تركها مغلوب على أمره ورحل غاضبا من كلام أوديت، أمسكت فيليسي بذراعها حيث كان يؤلمها بشدة المكان الذي أمسكها منه الحارس، وما إن رحل نظرت لأوديت بابتسامة لطيفة، ولكن أوديت أبعدتها عن طريقها باستخدام العصا التي بيدها قائلة: “ابتعدي عن طريقي”.

فيليسي: “انتظري”، عندما رأت أوديت ترحل أيضا.

التفتت إليها أوديت: “ارحلي عن هنا”.

ركضت فيليسي لتخرج من نفس الباب الذي دخلت منه، ولكنها لم ترحل مطلقا بل جلست خارج الأوبرا في انتظار “أوديت” السيدة طيبة القلب التي أنقذتها من بطش الحارس، وبالفعل ما إن خرجت “أوديت” من البناية حتى تبعتها فيليسي، ولكن للحظات واختفت “أوديت” من أمامها، فظلت فيليسي ترسل عينيها يمينا ويسارا بحثا عن “أوديت”، وبخطوات بطيئة للغاية وكأن شيئا عظيما قد ضاع منها، وفجأة خرجت “أوديت” من شارع ضيق كانت قد استدارت به حيث أنها كانت على يقين بأن الطفلة الصغيرة تتبعها…

 

فيليسي في مقابلة تعارف مع أوديت.

أوديت وقد وضعت عصاها على رقبة فيليسي وتراجعت بها حتى جعلتها ملتصقة بالجدار الذي كان خلفها: “لا أملك شيئا لتسرقيه”!

فيليسي: “لا أستطيع التحدث”.

فأنزلت عنها أوديت العصا، فسعلت فيليسي تأثرا بالعصا التي وضعت على رقبتها: “لم تتسنى لي الفرصة أن أشكركِ”.

أوديت: “وها قد فعلتِ، احظي بحياة طيبة”، ورحلت.

ولكن فيليسي مصرة على تتبعها: “عذرا ولكن من هذه الراقصة التي كانت ترقص على المسرح؟!”

أوديت: “إنها الراقصة روزيتا موري، وإنها الأفضل بكل الأوبرا”.

واستكملت فيليسي قائلة…..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع