راقصــة الباليه الصغيـــرة (الجزء السابع)
وصلت فيليسي للصف، وقد رأت عدة فتيات يقمن بما عرفته منهن بالتسخين، ومن بعدها جاء معلم الصف، لقد كان نفس الشخص الذي ساعدها على النهوض عندما سقطت واستنكر عليها كونها راقصة باليه، لتسأل إحدى زميلاتها بالصف: “من هذا الشخص؟!!”
نورا (إحدى زميلاتها): هل تمزحين معنا؟!، إنه لويس مارونت أشهر معلم باليه وأشهلا مصمم رقصات عالميا، وأكثر شخص قام بتأدية دورانات في عرض فردي”.
استكملت صديقة أخرى: “لقد قام بتأدية 187 لفة صعبة في عرض فردي واحد، ومن ثم تقيأ”!
لويس مارونت: “جميعكن عملتن بجد باستثنائك أنتِ” ويشير بعصاه مرة أخرى.
لويس مارونت: “جميعكن هنا بالأوبرا بسبب الموهبة والإصرار”، فيليسي بصوت منخفض نسبيا: “باستثنائي أنا”.
لويس: “بالضبط باستثنائك أنتِ”.
واستأنف حديثه: “ومن يوم الغد سنشرع في بدء الاختبارات، وبكل يوم سيتم إقصاء واحدة منكن، إذا أيتها الفتيات الأثرياء لن يهم ما فعلتموه من أجل القدوم لهنا، لأنه بدءا من الغد ستمثلون أنفسكم”!
فيليسي: “ولكن والدتي تقدم أفضل وجبة على الإطلاق بباريس وجبة الضلوع”.
لويس مارونت بتجهم: “ولكني نباتي”!
صدمت فيليسي من كلامه، ولكنها ليست مستعدة بعد للتخلي عن حلم حياتها، الحلم الذي بإمكانها فعل أي شيء وكل شيء من الوصول إليه وتحقيقه.
لم يكن أمامها سوى تدريب نفسها بنفسها، فحاولت جاهدة وبكامل قوتها لتغطي الخمسة وضعيات التي ذكرهن “لويس مارونت” ولكنها وبكل تأكيد هي صاحبة أقل فرصة بالنسبة للفتيات الأخريات من قضين وقتا طويلا للتعلم والتدرب، ولكنها لم تستسلم أبدا.
وفي صباح اليوم التالي ذهبت للجسر المتفق عليه لملاقاة صديقها “فيكتور”، وحتى بالشارع كانت مشغولة بتعلم الوضعيات الخمسة لدرجة أنها لم تشعر بقدوم فيكتور عندما وصل وكانت هي في الأساس في انتظاره…
ركضت وارتمت في حضنه….

فيليسي: “إنني حقا سعيدة لرؤيتك فيكتور”.
فيكتور: “وأنا أيضا سعيد لرؤيتكِ، فيليسي لدي الكثير لأخبركِ به”.
فيليسي: “وأنا أيضا”.
وما إن جلسا حتى أخرجت من جيبها صندوقها الموسيقي، فقام فيكتور بفتحه…
فيكتور: “فيليسي إنها هذه المرة مسورة فعليا”!
فيليسي بحزن عميق: “فيكتور وهل سيمكنك إصلاحها؟!”

فيكتور: “لا تقلقي يمكنني إصلاحها لأجلكِ”.
وابتسم ابتسامة ساحرة واستكمل: “فيليسي إنني الرابح في رهاننا الصغير”.
فيليسي: “وأي رهان تتحدث عنه فيكتور؟!”
فيكتور: “رهاننا عن أي منا سيحقق حلمه الأول، فيليسي إنني في طريقي لأصبح مخترع عظيم”.
فيليسي باندهاش: “أحقا ما تقول؟!”
فيكتور: “هل تغارين لأنني حققت حلمي بيوم واحد من مجيئنا، (أشار بيده على برج إيفيل الذي لم يكتمل بناءه بعد) إنني أعمل مع الرجل الذي يقوم ببناء هذا”.
فيليسي بتعجب متزايد: “فيكتور هل عندما سقطت بالقارب سقطت على رأسك عزيزي؟!”
فيكتور: “لا على الإطلاق، بالأمس عندما طرأت هذه الظروف وانفصلنا تجولت وحيدا بالأنحاء، كان هذا ليس بمخيف بل وجدت بعض المحليين أيضا من دلوني على الطريق، ومن بعدها دخلت لحانة ووجدت بها ترحيبا حارا، رحبوا بي وكأني أخ أو ابن أو حتى ابن عم، ومن ثم قابلت هناك شخص يدعى ماثرون، لقد كان شخصا جيدا للغاية، ضحكنا سويا وغنينا ورقصنا، ومن بعدها قررنا الذهاب لمنزله، فيليسي لن يمكنكِ تصديق ذلك إن ماثرون يعمل بمرسم جوستاف إيفيل أفضل مخترع على الإطلاق بكل العالم، فيليسي إنني في طريقي لتحقيق حلم حياتي”.
لم يكن كل حديثه صادقا بنسبة مئة بالمائة بل…..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق